حزب ميثاق أمام اختبار التماسك… الصفدي رجل المرحلة

 يواجه حزب الميثاق الوطني الذي لطالما قُدم باعتباره الحزب الأكثر تماسكًا منذ تأسيسه قبيل الانتخابات البرلمانية واحدة من أدق مراحله السياسية مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب فبعد خروج أمينه العام معالي الدكتور محمد المومني إلى الحكومة وتسلّم الوزير الأسبق أحمد الهناندة موقع الأمين العام مؤقتًا سرعان ما أعلن الأخير استقالته ليبقى موقع الأمانة العامة حتى الآن بلا انتخاب أمين جديد وهو ما ألقى بظلاله على المشهد الداخلي للحزب وزاد من حدة التباينات.

منذ ولادته تمكن “ميثاق” من فرض نفسه قوةً وازنة داخل المجلس أعضاؤه حصدوا مواقع قيادية بعضهم دخل الحكومة واستطاع الحزب في الدورة الماضية أن يُثبت أنه الأكثر قدرة على الانضباط الحزبي تحت القبة لكن الصورة التي بدت متينة بدأت تتعرض للاهتزاز بعد غياب قيادة تنظيمية ثابتة وتزايد الطموحات الفردية خصوصًا مع إعلان أكثر من نائب نيته الترشح لرئاسة المجلس دون الاتفاق على مرشح توافقي واحد.

في الدورة السابقة راهن “ميثاق” على النائب أحمد الصفدي ودعمه بقوة لرئاسة المجلس وكان ذلك الخيار موفقًا بامتياز فالصفدي لم يكن مجرد رئيس للمجلس بل جسّد شخصية قادرة على الإمساك بخيوط التوازن بين مختلف الكتل والتيارات النيابية وحافظ على علاقات متزنة مع القوى الحزبية والسياسية كافة.
قاد الصفدي المرحلة الماضية بذكاء وهدوء وتمكّن من احتواء كثير من الخلافات والمشاحنات التي كانت تهدد عمل المجلس ليظهر كصمام أمان تحت القبة ومُدير براغماتي يجمع بين الحزم والمرونة.

اليوم يرى مراقبون أن الحزب أمام لحظة حاسمة: إما أن يعيد ترتيب صفوفه سريعًا ويدعم الصفدي لولاية جديدة أو أن يترك المجال لصراعات داخلية قد تطيح بفرصه خاصة في ظل تحالفات حزبية أخرى تتحرك بفاعلية وتدفع بمرشحين منافسين.

المشهد النيابي لا ينتظر حزب “تقدم” أعلن مبكرًا ترشيح النائب الدكتور مصطفى الخصاونة وبدأ بحشد دعم من قوى مختلفة فيما تتهيأ كتل أخرى للانخراط في صفقات انتخابية جديدة في المقابل استمرار “ميثاق” في حالة التردد أو السماح لأكثر من نائب بالترشح من داخله يعني تفتيت الصوت الحزبي وتضييع الفرصة.

المطلوب من “ميثاق” اليوم أن يتخذ قرارًا سريعًا وحاسمًا وأن يعيد إنتاج صورته ككتلة منضبطة عبر الاصطفاف خلف الصفدي الذي أثبت أنه “رجل المرحلة”. فاستكمال الملفات التي بدأها والحفاظ على الاستقرار داخل المجلس يحتاجان إلى قيادة ذات خبرة وعلاقات راسخة وهو ما يتوفر في الصفدي.

في المقابل فإن أي انقسام أو تلكؤ سيمنح الآخرين فرصة ذهبية لإعادة رسم المشهد وقد يجد “ميثاق” نفسه خارج معادلة الرئاسة رغم ثقله العددي والرمزي.

 

التعليقات مغلقة.