الوعي حياة: النور الذي يحررنا من الجهل ويقودنا إلى التقدم والإصلاح

14
حقًا “الوعي حياة”؛ فـ الوعي هو النور الذي يضيء العقول، وهو السلاح الأقوى في معركة التقدم والرؤية للمستقبل، فبغير وعي نظل أسرى الجهل والتخلف، وبوجوده نمتلك القدرة على التغيير والإصلاح.. الوعي ليس مجرد معرفة، بل هو إدراك أعمق لمعاني الحياة، ومسؤولية تجاه أنفسنا ومجتمعنا.

وببساطة، فإن الشخص الواعي لما يدور حوله من أحداث ينقذ نفسه من مشكلات عديدة كان من السهل الوقوع فيها أو يحمي نفسه من أضرار من الممكن أن تفقده حياته على أقل تقدير، وهنا بات لزاما علينا جميعا أن ندرك ونعي كل ما يحيط بنا كأشخاص وما يحيط بالدولة المصرية من مؤامرات لأن “وعينا” هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدتنا وعلى مقدرات بلادنا ولنعلم جميعا أن قيمة وأهمية “الوعي” تكمن في اعتباره مفتاح تقدم الأمم

وإذا فكرنا إمعان النظر في مقولات المؤثرين الخاصة بالوعي سنعود إلى ما قاله الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا – “الجهل ليس عذرًا، والوعي هو السبيل الوحيد للتحرر” وما أكده سقراط – مؤسس الفلسفة الغربية – وأحد أوائل الفلاسفة الأخلاقيين – “كل ما تحتاجه لتغيير العالم هو الوعي والإرادة” وأيضاً ما ذكره كارل يونج – عالم النفس السويسري – ومؤسس علم النفس التحليلي – “عندما يصبح الوعي أقوى من الخوف، تبدأ الحرية الحقيقية” أما الصحفي والروائي البريطاني – جورج أورويل – قال “الوعي يجعلنا نرى الأمور كما هي لا كما نرغب أن تكون”

لكن علينا أيضًا أن نعي وندرك ما قاله وأكد عليه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن أهمية “الوعي” في بناء الدولة المصرية، وأبرز ما قاله في هذا الصدد “الوعي وتنمية الفكر هما أساس بناء المجتمع” حيث أكد أن بناء الوعي عنصر جوهري في تشكيل مستقبل مصر، وأن الدولة المصرية واجهت وتواجه تحديات كبرى منذ 2011.

لكن وعي المواطنين كان جزءًا أساسيًا في تجاوز هذه الأزمات، وشدد على أن إدراك المواطنين للواقع هو الضمانة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة، كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل وعي الأفراد، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والتقدم

كل ما سبق يقودنا إلى أمر في غاية الأهمية وهو ضرورة إدراكنا للواقع الذي نعيشه وحرب الشائعات التي تستهدف الدولة المصرية، ومحاولات الغرب التي تستهدف زعزعة استقرار الوطن، وقيام الجماعات المتشددة التي تتحدث باسم الدين وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الدينية التشكيك في مستقبل مصر ومصير الأجيال القادمة، والمحاولات الدائمة من الكتائب الإلكترونية في هز ثقة المواطن المصري في اقتصاد بلاده، وحديث الإعلام الغربي الممنهج لتشويه صورة مصر الحقوقية والتشكيك في الانجازات التي تمت خلال العشر سنوات الماضية، ومحاولات الكارهين لتقدم الدولة في نشر مخططات الفتنة والترويج للأكاذيب والتشكيك في قدرة مؤسسات الدولة على الصمود والاستمرار، هذا بخلاف محاولات البعض من الداخل وهم الأخطر على الدولة المصرية في إثارة الإحباط في نفوس المواطنين، والسعي دوما إلى بث ما يثير الكراهية داخل نفوس المصريين الأمر الذي يفقد المواطن الثقة في بلده

ودعونا ونحن ندرك إعمال العقل ونرفع “الوعي” شعار في حياتنا باعتباره هو “الحياة” أن ننظر إلى شكل الدائرة التي تحيط بالدولة المصرية، حيث أصبحت مصر وسط دائرة من النار والصراع على حدودها الأربعة وهذه الدائرة التي يتسع قطر مشكلاتها يومًا بعد الأخر تستهدف الدولة المصرية بشكل أساسي والرهان الحقيقي هنا على وعي المصريين بمختلف أعمارهم السنية.

فمن الجنوب نجد حرب التقسيم في السودان والصراع العسكري والعرقي ودخول السودان في حرب تدور رحاها منذ أكثر من عامين ليس هذا فحسب؛ بل إن هذه الحرب تأثيرها المباشر على مصر قبل أن تكون على السودان وكافة المتضررين من الأشقاء في السودان وجدوا في الدولة المصرية ملجأ، ونصيرا حيث استقبلت مصر عبر حدودها الجنوبية 3.5 مليون شخص منذ اندلاع الحرب هناك

ومن الاتجاه الشمالى الشرقى حدث ولا حرج حيث تتشارك وتتقاسم مصر حدودها الشرقية مع إسرائيل بالإضافة إلى قطاع غزة الفلسطيني، وهي المنطقة المضطربة أمنيا وعسكريا، وهي المنطقة التي تشهد حرب ضروس من بعد عمليتي طوفان الأقصى والسيوف الحديدية، والتي أدى الصراع فيها إلى التدمير الكامل للبنية التحتية لقطاع غزة، تاركا خلفه الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين والنازحين والمهجرين وكل هذه النتائج تستهدف الدولة المصرية بشكل أساسي لإحداث التوتر على الحدود المصرية مع الكيان الصهيوني ليس هذا فحسب؛ بل ضغط المجتمع الدولي أيضاً على الإرادة المصرية بأن تكون سيناء وطنا للغزاويين وهذا لن يحدث.

حيث أعلنها السيد الرئيس السيسي أمام العالم والمجتمع الدولي؛ بأن المساس بأمن مصر القومى خط أحمر لا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى، وإن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يجعلها جاهزة للمواجهة وأننا نملك خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومى، وأن سيناء خط أحمر، ليس هذا فحسب بل أن وعي المصريين في هذا الصدد جعلهم يفوضون الرئيس عبد الفتاح السيسي لاتخاذ ما يراه مناسبا لحفظ الأمن القومي المصري

وإذا أمعنا النظر في حدودنا الغربية سنجدها تمتد لأكثر من 1250 كم، هي الأخطر على الإطلاق لأنها الحدود التي تتماس مع الدولة الليبية بكل ما تشهده من توترات وصراعات وتنظيمات إرهابية نتذكر جميعا أنها تسللت عبر هذه الحدود إلى الداخل المصري ونفذت عمليات عسكرية بحق الدولة المصرية نذكر منها عملية الفرافرة، واستهداف الكنائس وغيرها من العمليات التي استهدفت زعزعة الأمن القومي واستنزاف القوة العسكرية المصرية لكن وعي المصريين وقيام قواتنا المسلحة المصرية في تأمين هذا الشريط الحدودي، ساهم بشكل كبير في وأد المخططات التي تستهدف مصر من هذه البوابة التي لا تزال إلى وقتنا هذا منطقة خطر وصراع

وفي الشمال نجد الدولة المصرية تولي هذه المنطقة الحدودية أهمية خاصة لحماية مخزون مصر الاستراتيجي من الغاز في شرق المتوسط، وهي منطقة استهداف من الغرب ومن هنا فإن قوات الصاعقة البحرية تولي أهمية خاصة لتأمين حقول الغاز في المياه الإقليمية المصرية.

وفي الشرق نجد التهديدات التي تصيب الدولة المصرية بشكل مباشر من ناحية البحر الأحمر بسبب الصراع في اليمن وتهديدات الحوثيين المستمرة لدوائر الصراع التي تستهدفها، هذا بخلاف الوضع الأمني المتأزم فى القرن الإفريقي

وكل ما سبق من إشكاليات ما هي إلا قشور لما يدور حول الدولة المصرية فإذا فكرنا في سرد المخاطر والتهديدات فأن حجمها لا تستوعبه كلمات مقالي، بل ان ما يستوعبه مقالي يتمثل في وعينا وادراكنا ومحاولاتنا دوما ان نقف خلف الدولة المصرية في البناء وأن نساند قواتنا المسلحة المصرية وأن ندعم الشرطة المدنية.

وهذا لن يتحقق إلا بوحدة المصريين على حب الوطن والإيمان بما تقوم به القيادة السياسية والثقة في مؤسسات الدولة المصرية وأن نكون جميعا على قلب رجل واحد في المؤازرة وأن نحارب الجهل والتخلف ونتصدى للشائعات وأن تكون معركة “الوعي” هي قضيتنا الأساسية لأنها هي معركة “الحياة”.

التعليقات مغلقة.