د. إيناس منير تكتب : الإدمان دمار للفرد والمجتمع

0 58

تعتبر مشكلة المخدرات من أعقد المشاكل التى تواجه المجتمع فى الوقت الحاضر ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء أكان متقدما أو ناميا، وتبدو أهمية هذه المشكلة فى أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع جوانبها ، فهى تمس علاقته بنفسه من حيث صورته فى نظر نفسه، ومن حيث تحديد اهتماماته وأهدافه ، كما تمس الصلة بينه وبين أفراد عائلته.
وتتمثل خطورة المشكلة في أنها تمس أمن المجتمع ، حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم العنف بما في ذلك جرائم السطو المسلح والسرقة والاغتصاب، وغيرها من الجرائم التى تُنشر فى الصحف وتقع من مرتكبيها تحت تأثير الإدمان .
وسوف نقوم بسلسلة من المقالات نناقش فيها أبعاد هذه المشكلة من جوانبها المختلفة، آملين أن نقدم الصورة الحقيقية للمشكلة حتى نصل إلى أحسن الطرق لوقف زحف هذا الوباء ، وحتى نحقق لمرضى الإدمان أفضل الفرص للوقاية والعلاج والتأهيل والعودة إلى العمل والإنتاج.
مفهوم الإدمان:
الإدمان هو سوء استعمال العقاقير أو الكحوليات ، إلى أن يصبح المدمن تحت تأثيرها في جميع تصرفات حياته ولا يمكنه الاستغناء عنها ، وبمجرد نفاذ مفعولها يلجأ إلى البحث عنها ، وتصبح شغله الشاغل متجاهلاً أي شئ هام آخر دون الالتفات إلى حقيقة اعتماده الإدماني عليها ، الذي يوصل له شعور كاذب بالسعادة الذي يترجم على أرض الواقع بتدمير مستقبله وعائلته وحياته بأكملها.
واندفاع الإنسان وراء الإدمان إما يكون بسبب: الهروب من بعض المشاكل التي لا يستطيع حلها أو الهروب من الحياة بأكملها، أو بغرض تحقيق المزاج العالي والسعادة المدمرة.
المخدرات : تُعرف بأنها مادة مصنعة أو مستحضر نباتي يتمّ تصنيعه باستخدام مكوّنات مهدئة، تقود كثرة استخدامها إلى الإدمان والخمول، وتترك أثراً سلبياً على نفسية المدمن وذهنه، حيث يبدأ الإدمان على هذه المواد من باب التجربة أو حب الاستطلاع على ماهيته فيشعر الفرد بالمتعة بلحظة التجربة فقط ويُعاني بقيّة عمره من أثر هذه التجربة المؤدّية إلى شلل أداء وظيفة الجهاز العصبي والتنفّسي والدوري.
المخدرات في اللغة، الجذر الثلاثي لها هو خدر، والمصدر منها التخدير ويشير إلى الستر، ويقال بأنّه الكسل والخمول الذي يصاب به متناول الخمر، وهو بداية السُكر، كما يشار إلى أنّها السكون والتوقف عن ممارسة الأمور على طبيعتها مع فقدان الإحساس والشعور.
أمّا المخدرات قانوناً فهي مجموعة من المواد الممنوعة من التداول والتصنيع والزراعة، تؤدّي إلى الإدمان، والدمار النفسي والبدني، وتُلحق الضرر الجسيم بالجهاز العصبي المركزي.
تُصنّف المخدرات إلى عدة أنواع وفقاً لطبيعتها، وتكون على النحو التالي : مخدرات طبيعية، ومن أنواعها: الخشخاش ( Papaver)، يُدرج الخشخاش ضمن مملكة نباتات حقيقية النوى، وينحدر منها أكثر من مائة نوع من النباتات المصنّفة ما بين حولية ومعمرة، ولشجرة الخشخاش أزهار مختلفة الألوان فمنها ما هو أبيض أو أصفر أو برتقالي أو أحمر اللون وبعضها زهري، يشيع انتشارها في المناطق الباردة وخاصّةً في غرينلاند، وتستخرج من هذه النبتة بعض المواد المخدرة.
ومنها: الأفيون (Opium)، هو أحد أنواع المواد المخدرة، وتعتبر دولة أفغانستان المصدّر الأكبر لهذه المادة، وتدخل في صناعة الهيروين، تُطلق عليه عدّة مسميات كالخشخاش وأبو النوم، ويتسبب بالإدمان.
الهيروين، يتم استخراجه من الأفيون، له مفعول قوي على الجهاز العصبي المركزي، يؤدّي إلى الإدمان، يدرج ضمن المخدرات إلا أنه يستخدم في بعض الحالات الطبية.
المورفين، يستخدم كمسكّن للآلام، يباع تحت مسميات تجارية متفاوتة، يؤثر على الجهاز العصبي فيساهم في تخديره وبالتالي الحد من الألم الشديد، وله آثار سلبية كثيرة؛ كانخفاض مستوى التنفّس، وهبوط حاد في ضغط الدم.
القات (Catha edulis)، يصنّف ضمن النباتات كاسيات البذور، كما أنّه ضمن عائلة النباتات المزهرة، ويشيع انتشاره في كلٍّ من الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث اليمن وشرق أفريقيا، تتألّف النبتة من مادة المينوامين شبه القلوية، ويتسبّب هذا بانعدام الشهية بالإضافة إلى إمداد الجسم بنشاط زائد عن الوضع الطبيعي، فتُدرجه منظّمة الصحّة العالميّة تحت قائمة عقار ضار، وهو ممنوع التداول دولياً.
مخدرات كيميائية، ويُدرج تحتها أيضاً الهيروين والمورفين.
مخدرات صناعية، ومنها: مهدئات، عقاقير هلوسة (Hallucination)، والتي تتسبب في الشعور بوجود أشياء أو أحاسيس لا وجود لها، وتستخدم هذه العقاقير لإدخال متعاطيها بحالة من الهلوسة تغيبه عن الواقع لبعض الوقت أو إشعاره بشعور غير حقيقي.
المسكالين، ويطلق عليه أيضاً ثلاثي ترموثكسي أمين 3،4،5، وينضم لمجموعة فنيل اثيل أمين، يتشابه بشكل كبير مع إيفيدرين-أدرنالين، ويتم اشتقاقه من نبتة لوفوفورا ويليامسياي، وتشيع زراعته في المكسيك. إدمان المخدرات هي حالة مرضية يصاب بها متعاطو المخدرات، وتكون في بداية الأمر مجرد تجربة ويتطور الأمر بعد ذلك إلى إدمان نتيجة الاستخدام المفرط للمادة المخدرة، فلا يستغني الشخص عنها ويطالب بها بين وقت وآخر، وفي حال عدم توفرّها يصاب المتعاطي بالانتكاس وتراجع قدرته على الاستجابة للمنبهات الطبيعية ..ولنا لقاء فى تكملة باقى السلسلة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.