بقلم : هيثم سعد الدين
يحتفل عمال العالم في شهر مايو من كل عام بعيدهم “عيد العمال” عيد العمل والإنتاج .. عيد الجهود المتميزة المنتجة على طريق العمل والعطاء والإنجاز، وتعزيز مسيرة التنمية والبناء.
تحرص الدولة المصرية علي الاحتفال سنويا بعيد العمال، لأنه يجسد في جوهره احترامها لما يقدمه العمال من إسهام في شتى ميادين العمل والإنتاج، فجميع الحضارات الإنسانية قامت بسواعد العمال الذين أسهموا بجهدهم وفكرهم في إعلاء أوطانهم، حتى صار عيد العمال رمزاً للعطاء والتضحية.
لقد ضرب المصريين عبر العصور المثل في إعلاء قيمة العمل في شتى المجالات، من منطلق حرصهم على بناء وطن طابعه الكفاح الشريف والنية المخلصة، وباتت الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات العشر الأخيرة، لا سيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وغيرها من المجالات شاهداً على أصالة الإبداع وقوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل، وتكوين إقتصاد قوي وراسخ، وقاعدة صناعية حديثة تكون بمثابة قاطرة لهذا الاقتصاد.
إن الإسلام يدعونا إلى العمل ويحارب الكسل وينهى عن البطالة والإهمال، ويحذر من أن يكون المؤمن عالة أو حملا ثقيلا على غيره.
يقول الله تعالى: “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”، ويقول أيضا “فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون” صدق الله العظيم .
وقد دعا الرسول إلى العمل قولا وفعلا إذ يقول “ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده” ويقول أيضا: “من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له” و”لأن يأخذ أحدكم حبله على ظهره ويحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن هذه الدعوة ننطلق معا بالعمل والإنتاج نحو آفاق جديدة لبناء مصر المستقبل من خلال معدلات أعلى من الإنتاجية والإنتاج والصادرات .. معدلات أعلى من الاستثمار والنمو تتيح المزيد من فرص العمل للشباب، وتفتح أبواب الرزق للمصريين، وترتقي بمستوى المعيشة للجميع وفي مقدمتهم العمال .
لقد جاء الدين الإسلامي وشعاره العمل، قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم، ولأن العمل من الأولويات التي اهتم بها الإسلام رسم له ديننا الحنيف منهجاً متكاملاً، يقوم على مراعاة التوازن بين حقوق العمال، وحقوق أصحاب العمل على حد سواء.
ولقد كان من بوادر تنظيم العمل في الإسلام نظرة التكريم للعاملين، والدعوة الصريحة إلى العمل من أجل حياة كريمة، والأهم في هذه الدعوة أن يؤدي الطريق فيها إلى العمل الحلال من أجل الكسب الحلال الذي يؤدي إلى استقامة الحياة، وهو يشمل كل جهد يقوم فيه الإنسان بتحقيق منفعة خاصة به، أو متعدية إلى غيره مقابل أجر يحصل عليه العامل .
والعمل في مفهوم الإسلام نوعان: عمل للدنيا، وعمل للآخرة، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً”.
والإسلام أمر الناس بالسعي في طلب الرزق، قال تعالى: “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً، فامشوا في مناكبها، وكلوا من رزقه وإليه النشور”.
ثم إنَّ الله تكفل للناس بالرزق، فقال تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون فوربِّ السماء والأرض إِنَّه لحقٌّ مثلما أنكم تنطقون” صدق الله العظيم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا إيمان بلا عمل، ولا عمل بلا إيمان” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى العمل، وبيان فضله، بل حذَّر من البطالة، والكسل، والتواكل، لذا جاء الإسلام بالآداب ومكارم الأخلاق من أجل تربية الناس تربية إسلامية وتحليهم بالأخلاق الحسنة، وحثهم على العمل وعدم الكسل وسؤال الناس.
التعليقات مغلقة.