ذكرى انتصار أكتوبر.. المجموعة 39 قتال: بطولات عديدة للثأر واسترداد الأرض

62

القبطان وسام حافظ: الرئيس عبدالناصر كرمنا بعد الثأر للشهيد عبدالمنعم رياض.. و«فسحة السبت» كبدت العدو خسائر عديدة
الرائد سمير نوح: نفذنا 92 عملية خلف خطوط جيش الاحتلال.. ونجحنا فى شل تفكير العدو فى حرب أكتوبر بضرب مستودعات البترول ومطار الطور ‏العسكرى
قدمت المجموعة 39 قتال بطولات عديدة قبل وخلال حرب أكتوبر المجيدة، لرفع الروح ‏المعنوية لجنود وأفراد الشعب المصرى جميعًا، وتمكنت من الثأر لأرواح شهداء الجيش فى حرب يونيو 1967، ونفذت عددا كبيرا من العمليات وصل لـ«92» عملية، وكبدت العدو خسائر كبيرة.
يحكى قبطان وسام عباس حافظ، الشهير بـ«وسام حافظ»، أحد أبطال المجموعة «39 قتال»، أنه انضم للمجموعة بقيادة الشهيد البطل ‏إبراهيم الرفاعى، عقب عودته من اليمن فى 12 يونيو 1967، مشيرًا إلى أن المجموعة كانت فرقة عمليات خاصة على أعلى ‏مستوى، تم تدريبها فى بحيرة قارون بالفيوم، لتدمير جميع مخازن الأسلحة التى تركها الجيش المصرى أثناء الانسحاب من سيناء، ‏حتى لا يستخدمها العدو الإسرائيلى، ونفذت المجموعة عشرات العمليات طوال فترة حرب الاستنزاف‎.‎
وأوضح حافظ، أن المجموعة كانت تُهاجم كمائن العدو لتدميرها كل يوم سبت لأنه يوم إجازة بالنسبة لهم، وأطلق الجنود عليها «فسحة السبت»، وتمكنت المجموعة فى تدمير عدد من كمائن العدو بطول ساحل القناة، وعادوا سالمين وبصحبتهم صاروخان حديثان ‏ومطوران من الضفة الغربية للقناة، من أجل دراستهما ومعرفة مداهما، فضلًا عن نجاحها فى الثأر للشهيد البطل عبدالمنعم رياض، ‏الذى استُشهد فى 9 مارس 1969، خلال تفقده لبعض المواقع غرب القناة‎.‎
وأضاف حافظ، أن المجموعة أصابها الحزن والغضب والرغبة فى الانتقام بعد استشهاد عبدالمنعم رياض، وأنه بعد ساعات معدودة أمر الرئيس ‏جمال عبدالناصر بالثأر للشهيد لتنفذ المجموعة موقعة «لسان التمساح» فى ذكرى الأربعين للبطل الشهيد.
وأردف: «فى ليل 19 أبريل ‏‏1969 استقلينا 6 قوارب مطاطية تحمل كل واحدة منهم 9 مقاتلين، وكنا مدججين بالقنابل والمدافع الخفيفة، وبدأت تسبح القوارب ‏بكل هدوء حتى الوصول إلى لسان التمساح، بينما كان سلاح المدفعية المصرية يشاغل العدو من جانب آخر كنوع من الخداع الحربى، وتسللنا حتى وصلنا إلى مداخل الهويات لدشم العدو الأربعة وألقينا القنابل اليدوية مع بعض أنابيب ‏البوتجاز، وهو ما أحدث انفجارا هائلا وتم تدمير كل الدشم والمخازن وأصبحت كالصريم ترابا على الأرض، ثم تلاها قتال الجنود ‏بالرشاشات والبنادق، وقتلنا 44 جنديًا إسرائيليًا»، لافتا إلى أن الرئيس عبدالناصر وجه دعوة إفطار لأفراد المجموعة فى حديقة ‏منزله بعد إتمام العملية التى استغرقت ساعتين‎.‎
وأكد البطل وسام حافظ، أن حرب أكتوبر تمثل معركة العزة والكرامة بشكل عام لأنها تعد أول حرب شاملة ينتصر فيها العرب على العدو الإسرائيلى ‏منذ قيام دولته التى نهبت وسلبت الأراضى العربية بمخططات غربية، فهى حرب لم تكن متوقعة وفقا للحسابات العسكرية، ولكن ‏المصريين دمروا أسطورة الجيش الذى لا يُقهر، مطالبا شباب مصر بضرورة مراجعة التاريخ لاستباط الدروس من الحروب التى خاضتها مصر مع العدو، وإدراك أن ‏مخططات العدو ضد مصر لم ولن تنتهى، ولكنها تأخذ أشكالا متعددة، واعتبر أن تماسك الشعب والجيش قادر على إجهاض تلك ‏المخططات.‎
من جانبه، أكد اللواء سمير نوح أحد أبطال المجموعة «39» قتال فى حرب أكتوبر لـ«الشروق»، أن الجيش المصرى نجح فى تحقيق أعظم انتصار عسكرى ‏على الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 1973، لافتًا إلى أن مجموعته نفذت «92» عملية، شارك فى 35 من عملية، منها عمليات إغارة ‏على مواقع العدو على خط بارليف والكمائن ضد دوريات القوات الإسرائيلية، وكانت أول عملية ضد الكمائن نفذتها المجموعة فى ‏شرق النصب التذكارى للجندى، ونجحت فى أسر يعقوب رونيه أول أسير إسرائيلى على الجبهة المصرية خلال معارك ‏الاستنزاف‎.‎
وتحدث نوح عن عدد من البطولات التى نفذتها المجموعة «39» قتال، موضحا أن المجموعة نفذت عمليات زرع الألغام على الطرق والمدقات داخل عمق سيناء، وعمليات الاستطلاع ورصد وتصوير المواقع ‏الإسرائيلية تمهيدا لضربها، وقمنا فى حرب أكتوبر بضرب مستودعات البترول فى مناطق بلاعيم وشراتيب، وضرب مطار الطور ‏العسكرى ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد بالقرب من شرم الشيخ مما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه ‏النقطة».
وتابع: «قمنا بالثأر للشهيد البطل عبدالمنعم رياض، من خلال عملية (لسان التمساح 1) بقيادة إبراهيم ‏الرفاعى، ودمرنا الموقع بالكامل، وقتلنا 44 جنديا وضابطا إسرائيليا، وبعد ‏3 أشهر فى 7 يوليو 1969هاجمنا الموقع مرة أخرى، ودمرنا الموقع ‏واستشهد 9 من أبطال المجموعة 39 قتال‎«‎.
وقال: «ذكرى نصر أكتوبر المجيد دائمًا فى وجدانى ونفتخر بمشاركتنا فى الحرب، وأسعى من خلال الندوات فى المدارس ‏والجامعات لتعريف الأجيال الجديدة بأهمية نصر أكتوبر والبطولات والتضحيات التى قدمها المصريين ‏من أجل النصر‎»، موجها كلمة للشباب: «خلو بالكم من مصر، متسمعوش للشائعات، وأسألوا ‏الأكبر منكم لأن بلدنا غاليه علينا‎».
وقدم نوح، التحية للشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل مصر كما قدم تحية خاصة لأسرة الشهيد إبراهيم الرفاعى الذى استشهد فى ‏‏19 أكتوبر 1973 وهو صائم وقت صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، مبينًا أن «الرفاعى» هو الشهيد الوحيد الذى دفن فى مقابر ‏الأسرة بالقاهرة بتعليمات من الرئيس محمد أنور السادات‎.‎
جدير بالذكر، أن الرائد سمير نوح، قد حصل على عدد من الأوسمة والأنواط والنياشين منها نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة ‏الثانية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى «عملية الكمين»، وأسر أول أسير على الجبهة وحصل على نوط الجمهورية ‏العسكرى من الطبقة الأولى من الرئيس السادات.
وحصل على نوط منظمة سيناء العربية عام 1975 من إدارة المخابرات الحربية ‏فرع الخدمة الخاصة «مج 35» أثناء العمل مع مجاهدى سيناء، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من القوات المسلحة، وميدالية ‏أكتوبر والعبور من القوات المسلحة، بالإضافة لعدد كبير من شهادات التقدير نظرا لبطولاته.

التعليقات مغلقة.